الدين والأمانة
حضر الملك ومعه الضيوف إلي حديقته.. أمر الحارس أن يقطف بعض الثمار لتحية الضيوف.. أحضر الحارس صينية عليها أصناف متعددة من فواكه الحديقة وقدمها بين يدي الملك وضيوفه.. ورحب بهم ترحيباً حاراً.. وتذوق الملك بعض الثمار فوجد بعضها حلواً.. وبعضها حامضاً!! فنادي للعبد الحارس وصاح به.. لماذا أحضرت بعض الفاكهة الحامضة غير الجيدة؟ ألا تفرق بين ما هو حلو وما هو حامض أيها...؟
وبعد أن ودع الملك ضيوفه استدعي حارسه ليستطلع منه الأسباب التي دعته لا يفرق بين الجيد والرديء من فاكهة الحديقة رغم طول مدة عمله بها فرد الحارس الأمين: ما ذقت طعما لفاكهة الحديقة لأنك لم تأذن لي وأنا لا آكل حراما.. وبعد أيام ذهب الملك مرة أخري للحديقة.. وتسامر مع الحارس وحكي له مشكلته قائلاً: ان له ابنة وحيدة قد طلبها للزواج أمراء وأغنياء وهو في حيرة لمن يزوجها.. ثم سأل السيد عبده لو كنت ملكاً وعندك بنتاً من تختار لها؟.
ورجاه الملك بأن يحل له تلك المشكلة الكبري فقال العبد: الحل سهل وأنت أيها السيد تستطيع أن تحل المشكلة في ليلة واحدة.
إن اليهود يزوجون لأصحاب الأموال.. والنصاري يزوجون لأصحاب الجمال.. أما المسلمون فيزوجون لأصحاب الدين والخلق فاختر ماشئت.
وبعد أيام أرسل للعبد أن يحضر إلي قصره وقال له: لقد اخترت لابنتي صاحب الدين والأمانة فسأله من؟ قال الملك: لقد أعتقتك لوجه الله.. وزوجتك ابنتي فعاش الزوجان في ظلال الإسلام الوارفة تحيط بهما السعادة من كل جانب وأنجبا ولداً ملأ العالم كــله علماً وفقهــاً انه سلطان العلماء "العز بن عبدالسلام" وصدق الله القائل: "ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب".
الرئيسية 
