قتاله مع المسلمين
ثبت أن عمر شهد جميع المواقع و الغزوات التي شهدها النبي محمد[24] ففي غزوة بدر كان عمر ثاني من تكلم ردا على الرسول محمد عندما إستشارهم قبل الغزوة بدر بعد أبو بكر الصديق، فأحسن الكلام و دعا إلى قتال المشركين. و قد قتل عمر خاله العاص بن هشام في تلك الغزوة. و في غزوة أحد رد عمر على نداء أبي سفيان حين سأل عمن قتل. و في غزوة الخندق صلى العصر فائتا مع الرسول محمد بعد أن غابت الشمس[25]
واقعة الباب
عند الشيعة
يقول الشيعة أنه حين ذهب لبيت الإمام علي ليأخذ منه البيعة لأبي بكر الصديق تسبب في ضرب فاطمة الزهراء بالسوط ويقال إنها توفيت متأثرة بجراحها. [26]
عند أهل السنة
يقول أهل السنة أنه ذهب ليأخذ البيعة لكنه لم يتسبب في تلك الحادثة.
عمر أثاء خلافة أبى بكر
مبايعة أبي بكر
بعد وفاة النبي محمد إجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة فذهب أبو يكر و عمر إليهم و أختلف الناس في من يخلف النبي في الحكم، فقال أبو بكر لهم بايعوا عمر أو أبا عبيدة[27]، فقال عمر: "بل نبايعك أنت" و خاطب الأنصار قائلا : "يا معشر الأنصار ألستم تعلمون أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قد أمر أبا بكر أن يؤم الناس فأيَّكـم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر" فبايع عمر أبو بكر و بايعه المهاجرون ثم بايعه الأنصار[28] و في اليوم الثالي و لدى صعود أبو بكر المنبر سبقه عمر بالكلام ، فحمد الله و أثنى علية و قال: "أيها الناس ، إني كنت قلت لكم بالأمس مقالة ما كانت مما وجدتها في كتاب الله ، ولا كانت عهداً عهده إليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكني قد كنت أرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدبر أمرنا ، يقول : يكون آخرنا ، وإن الله قد أبقى فيكم كتاب الله الذي به هدى الله رسوله صلى الله عليه وسلم ، فإن اعتصمتم به هداكم الله لما كان هداه له ، وإن الله قد جمع أمركم على خيركم صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثاني اثنين إذ هما في الغار ، فقوموا فبايعوه" فبايع الناس أبا بكر بيعة عامة ، بعد بيعة السقيفة [29].محاربة مانعي الزكاة
بعد وفاة النبي محمد، إرتد قسم من العرب و رفض البعض الأخر دفع الزكاة، فقرر أبو بكر قتالهم جميعا، فقال له عمر: "كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله". فقال له أبو بكر :"والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه". فقال عمر بعد ذلك لمن معه "فوالله ما هو إلا أني رأيت الله شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق"[30]
إعطاء أبو بكر أرضا للأقرع بن حابس و عيينة بن حصن
حصل أن ذهب عيينة بن حصن و الأقرع بن حابس إلى أبي بكر فطلبا منه أن يهبهما أرض سبخة (ليس فيها كلأ ولا منفعة) ليحرثاها و يزرعاها فقبل أبوبكر بعد مشاورة من معه و كتب لهم بذلك و طلب منهما إشهاد عمر على ذلك، فذهبا يبحثان عنه فوجداه يدهن بعيرا له بالقطران، فقالا : "إن أبا بكر قد أشهدك على ما في هذا الكتاب أفنقرأ عليك أو تقرأ ؟" فقال لهما :"أنا على الحال التي ترياني فإن شئتما فاقرآ وإن شئتما فانتظرا حتى أفرغ فأقرأ"، فقالا : "بل نقرأه" ، فلما سمع عمر ما كتبه الصديق في الكتاب تناوله من أيديهما ثم تفل فيه فمحاه فتذمرا وقالا مقالة سيئة فقال عمر: "إن رسول اللّه (صلى الله عليه وسلم) كان يتألفكما والإسلام يومئذ ذَليل ، وإن اللّه عز وجل قد أعز الإسلام فاذهبا فاجهدا عهدكما لا أرعى اللّه عليكما إن رعيتما" فذهب الرجلان إلى أبي بكر وهما متذمران فقالا : "واللَّه ما ندري أنت الخليفة أم عمر" فقال : "بل هو لو كان شاء" ، ثم جاء عمر غضبان و قال للصديق : "أخبرني عن هذه الأرض التي أقطعتها هذين الرجلين أرض لك خاصة أَم هي بين المسلمين عامة ؟" قال الصديق : "بل هي بين المسلمين عامة" فقال عمر : "فما حملك على أَن تخص هذين بها دون جماعة المسلمين" قال الصديق: "استشرت هؤلاء الذين حولي فأشاروا علي بذلك" ، فأجاب عمر : "آستشرت هؤلاء الذين حولك ؟ أكل المسلمين أوسعت مشورة ورضى ؟" فقال أبو بكر : "قد كنت قلت لك إنك أقوى على هذا الأمر مني ، ولكنك غلبتني".[31]