حدود بأسلاك شائكة

حدود بأسلاك شائكة

فكرة قديمة قابلة لإحيائها وبث الروح فيها:
لو قلبنا فى صفحات التاريخ السياسى والعسكرى لوجدنا
ان الاستعمار طال كل أركان الأرض، وجاس فيها فسادا وإفسادا،
وترتب على ذلك وجود ما يسمى بالدول وتقسيماتها الحدودية السياسية
التى رسمها الاستعمار، غير تلك التى رسمت حدودها الطبيعة،
وتقبلت الشعوب ما كتب عليهم من مصير
وما لم يك محل قبول أصبح محل نزاع حتى الان.

فلو نظرت الى خريطة اى دولة

تسأل نفسك لماذا تقف الحدود الى هذا الخط الفاصل؟

ومن الذى حدده؟

ولماذا هذه المساحة الصغيرة لهذه الدولة؟

بينما جارتها الفقيرة تمتلك كل هذه المساحة الكبيرة؟

من الذى وضع الاسس والمعايير للتقسيمات السياسية ؟

امور لا يهمنا الخوض فيها حيث ان إجاباتها معروفة
امور أصبح لها قانونية تحولت الى حقوق بفعل الزمن
وأصبح قاضى الفصل فيها هو المستعمر نفسه.
وما ان تعايشت الشعوب فى حدود الحدود طبيعة
كانت ام سياسية ام عنصرية و التى مَنّ بها المستعمر
الا ان الامر لم يقف عند هذا الحد.

الظروف مواتية:

حتى جاء الزمن الذى تفتق به ذهن المستعمر للعودة مرة أخرى
نحو قلقة استقرار هذه الشعوب، وإدخالها فى دوامات تصارع جديدة
بغرض تفتيت روابطها، وإنهاك قواها وتمزيق أوصالها وسلخها من قوميتها
ولكن هذه المرة على أسس غير التى كانت.
وفى ظل الظروف الدولية الحالية أصبحت مشاريع المستعمر
قابلة للتنفيذ والفرصة مواتية، وبسبب الجنوح الشديد فى التوازنات الدولية
وغياب اى قوة ردع، وتحويل الامم المتحدة والمنظمات الاخرى الى
أجهزة وهياكل للتجسس لنهب حقوق الشعوب واستخدامها
سيف على رقاب الضعفاء.

بدء المستفيد والراعى الاول بفتح ملفات التقسيم لإعادة التخطيط، ورسم
الدول على اسس جديدة غير معروفة من قبل ولتكن الأسس هذه المرة
ليست على الرمال وليست فوق أوراق الخرائط،
وإنما عن طريق شق النفوس الى أجزاء وتقسيم الفكر والوجدان
الى أقسام تتصادم تلقائيا وذاتيا وذلك بإعادة التركيبة مرة اخرى
على اسس دينية وعرقية وقبلية ،.. وغيرها.

فكان جسد منطقة الشرق الأوسط المهلهلة الفكر والمبادئ
والتوحد والمنهكة القوى حيث يمكنه أصابه أكثر من هدف فى وقت
واحد وزمن قصير منها على سبيل القصر لا الحصر:

ـ محاصرة الاسلام فى عقر داره، بتعظيم الديانات الاخرى
وتعظيم المذاهب المنشقة والمشتقة و التى تنحر
وتفل فى روابط وحدة الاسلام.

ـ حاجته الى أسواق لبيع سلاحه لأستنزاف الاموال، وحصد الارواح

ـ علاوة على فتح مجالات جديدة لشركاته

ـ وأد أى فرصة لنمو اقتصادى عربى او اسلامى

ـ السيطرة على مصادر المواد الاولية

ـ نهب كنوز الطاقة

ـ تحويل شعوب هذه الدول الى مستهلكين فى شكل عبيد وعمال وخدم ورعاع.

ـ استنزاف ثروات الأغنياء منهم بأساليب مبتكرة أهمها تعظيم نعرة الانانية
والذاتية الترفيهية.

تصادم العقائد وتفعيل الكراهية

وللوصول الى هذه النتائج كان ولابد من عمل نكاح غير شرعى
بين العقائد والمصالح يترتب عليه جنين الفتنة الذى ينمو ذاتيا
وهو الان فى مرحلة المخاض حيث المولود القادم .....؟؟؟!!!
فى شكل نتائج غريبة وغير متوقعة!!!

فسنرى فى المستقبل وقبل انقضاء هذا القرن شكلا جديدا
لهيكل الشرق الأوسط بناءا على ما يجرى فوق ارض
الواقع بخطى حثيثة نحو الهدف الحقيقى.
حيث مشاريع التقسيم قائمة على قدم وساق بغرض تفكيك
ما كان يسمى بالوطن العربى الكبير قديما والذى أصبح
الشرق الأوسط المعتل وسيضحى فى شكل دويلات
وأقاليم مسماه بالشمال والجنوب فى بلاد تسمى بالأقاليم العربية فيما بعد.

ومثال ذلك دولة فلسطين

فهل توجد دولة ذات سيادة تحت علم واحد تفصل بينها دولة اخرى
فنجد ان دولة فلسطين القادمة مقسمة الى الضفة الغربية
فى الشرق وغزة فى الغرب
اى دولة من قطعتين يفصل بينهما دولة اخرى وعلم اخر!!
كيف هذا المنطق الغريب؟!!

وبعد التشريح الدقيق ستكون الخريطة المتوقعة اعتمادا
على الأسس والمعطيات التاريخية، والتى لابد وان تذهب
نحو نتائج ذات الملامح الاتية:

اولا:مشروعات تحت التنفيذ:

1. تقسيم العراق:

الجنوب ــ الوسط ــ الشمال الكردى ــ إقليم التركمان

2. تقسيم السودان

الجنوب المسيحى ــ الشمال المسلم ــ (إقليم دار فور) غرب السودان

3. تقسيم لبنان

4. إعادة تقسيم أجزاء الدولة الفلسطينية مرة أخرى

ثانيا: مشروعات نحو التقسيم:

1. تقسيم اليمن : اليمن الشمالى ــ اليمن الجنوبى

2. تقسيم مصر : الجنوب المسيحى ــ والشمال المسلم ــ
إقليم حلايب وشلاتين

3. تقسيم السعودية: الى بلاد نجد فى الشرق ومنطقة الحجاز فى الغرب

ثالثا: دول تحت النفوذ:

الصومال ــ اريتريا ــ ليبيا

رابعا: محو بعض الدول من على الخريطة ودمجها فى دول اخرى:

الأردن ــ سوريا

خامسا: تغير هوية بعض الدول من العربية الى الغربية:

1. الجزائر وتونس

2. الدولة المغربية بعد سلخ اقليم الصحراء الغربية منها

وبعد تصبح الحدود الجديدة مرسومة بأسلاك شائكة
داخل نفوس الشعوب وفى اعماق وجدان اهل الوطن الواحد
حتى وان كانوا يتعايشون تحت راية واحدة.

وكما كان من العسير فى الماضى على فكر اى مثقف او سياسى
محنك او حتى الشعوب منطقية قبول ما وصل اليه الوضع القيسرى الحالى.

الا انه سيكون ايضا الرفض هو الحال فى طرح اى فكرة
مستجدة تأتى بمتغير غريب حيث يقف الذهن والفكر العربى
عند قدم ألا وعى ولا يتعدى القبول لأبعد من ذلك.

انــتــبـــهـــو يا عـــــرب ..... انــتــبـــهـــو يا عـــــرب

انــتــبـــهـــو يا عـــــرب

الغلا كله

تسلم الايادى يا غالى

على مرورك الرائع

دما الله علينا قلمك المبدع