الدوري الإنجليزي .. بداية نموذجية
سرعة
وحيوية وكرة من الحركة وضغط من فريق واستبسال في الاحتفاظ بالكرة من
منافسه، إنه الدوري الإنجليزي الذي قدم لنا بداية واعدة للغاية.
وبرغم أن الدوري الإنجليزي انطلق إلا أني أرغب في افتتاح الموسم الأوروبي
بتفنيد كبرى مسابقاته، فألتمس العذر في التأخر هذه المرة، وأعد بالالتزام
في باقي البطولات.
تشيلسي بالبرازيلي أمتع كون فيليبي سكولاري أخيرا يقود قائمة بها ما لذ
وطاب .. لا تنخدع ببداية مانشستر الضعيفة .. ليفربول على بعد صفقة من
النجاح .. أرسنال يدخل دوامة بلا نهاية.
انتداب البرازيلي سكولاري مديرا فنيا لتشيلسي كان أفضل ما فعلته إدارة
النادي اللندني منذ إقالة جوزيه مورينيو، ومن حسن حظه أنه لم يخلف المدرب
البرتغالي مباشرة.
فأفرام جرانت تحمل أعباء خلافة المدرب الاستثنائي وجاءت إقالته كأنها
نهاية لفصل في مسرحية الصراع بين مورينيو وإدارة النادي، ليدخل سكولاري
"على نظافة".
باتت الفرصة سانحة أمام سكولاري للعمل بلا ضغوط، فقط المتاعب الفنية المعتادة والتي يقدر على حلها بتجربته الواسعة.
ما أعجبني في تشيلسي أن سكولاري دمج مواهب متشابه الفنيات مثل فرانك
لامبارد ومايكل بالاك ومايكل إيسين، ودعمهم بديكو، وقريبا روبينيو.
أفلح سكولاري في اختيار 4-5-1، معتمدا على جناح يتنقل بين الطرفين، ويمنح
روبينيو لونا مختلفا لتشيلسي عن السنوات السابقة بفضل مهارته غير المعتادة
في إنجلترا.
عمق ملعب تشيلسي سيمثل عبئا على أي منافس مهما بلغت قوته، لأن تقنيات
لامبارد وفنيات ديكو ولياقة بالاك وإيسين قوة ضاربة انسجامها سيمنح
سكولاري فريقا لا يقهر.
حنكة سكولاري دفعته لتحويل بالاك إلى ارتكاز، فبات صانع لعب من مركز
دفاعي، فاتحا الطريق أمام لامبارد وإيسين لتغطية الظهيرين ومشاركة ديكو في
نقل الكرة.
أما حامل اللقب مانشستر يونايتد فلو ضم البلغاري ديتمار برباتوف واستعاد
جاري نيفيل لياقته على الجانب الأيمن سيملك شياطين الكرة الإنجليزية
القائمة الأقوى في أوروبا.
يرجع ذلك للتنوع في الأسماء بين المواهب والسرعات والخبرات والفاعلية،
وبالتالي فإن المنافسة على البطولات الأربع مضمونة، ونسبة الجمع بينها
مرتفعة.
فقدرة ريان جيجز على فرض إيقاع فريقه وخبرة بول سكولز في وزن الملعب،
مرونة أوين هارجريفز في الاندفاع وتقنيات مايكل كاريك في دعم الهجوم من
موقعه الدفاعي إضافة إلى اندفاع واين روني ومهارة كريستيانو رونالدو وقوة
كارلوس تيفيز.
أما لو أخفق أليكس فيرجسون في ضم برباتوف، سيكون على جمهور مانشستر الدعاء
لكريستيانو رونالدو بالشفاء السريع والصحة الدائمة للاستناد عليه مجددا
وقت الشدة.
فيما يخص ليفربول فشعوري تباين بين لحظة الإعلان عن التعاقد مع الأيرلندي
روبي كين وحين أغلق أستون فيلا الباب أمام الحمر للتعاقد مع جاريث باري.
ففي الموسم الماضي أجرى المدير الفني الإسباني رافايل بينيتث بدا ليفربول
قريبا من الحصول على قائمة مثالية بعد التعاقد مع فرناندو توريس.
وأعتقد أن ليفر يجب أن يتعاقد مع جناح يمكن لمهارته الفردية فك شفرات دفاعات الخصوم في المباريات ضروري.
ليفربول يحتاج لتعلم كيف يجمع النقاط حين لا يلعب جيدا، ووجود مهارات
فردية مثل باري أو ألبرت رييرا ضروري حتى يضيف ميزة الفوز القبيح للحمر.
فمفاتيح اللعب الهجومية التي يمكنها صنع الفارق في ليفربول ليست كثيرة لأن
معظم الأجنحة ذات طابع خططي مثل بنايون وليست مهارية وخلاقة.
الهولندي ريان بابل الموهوب الوحيد في هذا المركز، لكنه لا يقارن بمردود
نظرائه مثل كريستيانو رونالدو في مانشستر أو جو كول في تشيلسي أو روبينيو
وميسي.
تركت أرسنال للنهاية لأنه أعقد فرق الدوري الإنجليزي، فأود ألا يفسر كلامي
على أنه تقطيع في المدفعجية، لكني غير متفاءل بالمرة هذا الموسم.
في الموسم الماضي ذكرت أن أرسنال أفضل برحيل الفرنسي تييري هنري لأن
الشباب نضجوا وتحملوا مسؤولية الفريق بدلا من إلقاءها في كل مرة على هنري.
وبعد أن أصبح للمدفعجية هيكل في وجود ماتيو فلاميني وألكسندر هليب ودفع
النادي الثمن بتجاربه وخسارته كل الألقاب، غادرا ليعود أرسنال مجددا
لمرحلة البناء.
لم أفهم إصرار المدير الفني الفرنسي أرسين فينجر على عدم رفع رواتب
اللاعبين اللذين تألقوا، ما أدى لرحيل من صبر عليهم جمهور النادي حتى
نضجوا.
نعم هو رجل صاحب مبادئ لكن تلك الأفكار تبني لاعبين من جهة، وتهدم آمال الفريق في المنافسة هذا الموسم من جهة أخرى.
فأرسنال في أمس الحاجة للاعب وسط مدافع يملك خبرات عالية وفي الدوري
الإنجليزي، أما الشباب القادم مثل ألكسندر سونج ودينلسون وأبو ديابي
يحتاجون وقتا للتطور خاصة حين يواجه المدفعجية فرقا قوية في البطولات
المختلفة.
فليصبر جمهور أرسنال دون بطولات لموسم جديد لأن الفريق يحتاج للوقت، على
أمل ألا يرحل من سيلمع منهم في الموسم المقبل، لتبدأ عملية بناء جديدة في
دوامة بلا نهاية.
تشيلسي مع مانشستر يونايتد أبرز مرشحان لنيل لقب الدوري هذا الموسم،
ليفربول يحتاج لصفقة أخيرة في وسط الملعب ومن دونها ينضم لأرسنال وتوتنام
خارج سباق القمة.